للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم بقتل عثمان رضي الله عنه في هذه الفتنة ثابت في كلتا القصتين، وتضيف رواية كعب بأنه وأصحابه على الحق في هذه الفتنة.

مما دفع كعباً إلى زيادة التحري من الشخص المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم فقام إلى هذا الرجل، وأخذ بضبعيه، فإذا هو عثمان بن عفان، فاستقبل به النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هذا (١).

وقد تأخرت وفاة كعب رضي الله عنه إلى ما بعد الخمسين من الهجرة، ولم يرد أنه حضر يوم الدار ليخبر بهذا الحديث الناس ليرجع المغرر به منهم، فلعله كان في الشام حيث إنَّ وفاته كانت فيها.

ويبدو أنَّ تحديث كعب للناس بهذا الحديث، لم يكن إلا بعد الفتنة بسنوات، نستشف ذلك من خلال رواته عنه، فقد رواه عنه كل من: محمد بن سيرين (٢) وعبد الله بن شقيق (٣) وأبو الأشعث الصنعاني (٤)

ومحمد بن سيرين ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه، فإذا قدرنا سماعه منه وهو في الرابعة عشرة، فإنه يكون قد حدثه به بعد الفتنة باثنتي عشرة سنة.


(١) رواه أحمد، المسند (٤/ ١٠٩)، ٢٣٥ - ٢٣٦، ٢٤٢) و ٥/ ٣٣، ٣٥) وفضائل الصحابة ١/ ٤٤٨ - ٤٥٠، والترمذي في السنن، تحفة الأحوذي (١٠/ ١٩٨ - ١٩٩)، وابن ماجه، السنن (١/ ٤١)، وفي صحيح سنن ابن ماجه (١/ ٢٤)، وابن الأثير، أسد الغابة (٣/ ٤٨٥ - ٤٨٦)، وصححه الألباني، انظر الملحق، الروايات رقم: [٦ - ٨].
(٢) انظر الملحق الرواية رقم: [٦].
(٣) انظر الملحق الرواية رقم: [٧].
(٤) انظر الملحق الرواية رقم: [٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>