للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الحديث، يدل دلالة واضحة على أن الفتنة ستقع في سنة من هذه السنوات الثلاث. ويحتمل أن الشك إنما أتى من قبل أحد رواة الحديث، وعلى فرض صحة نسبة الشك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فالمعنى: أن ذلك يكون فيما يشاء الله عز وجل من تلك السنين.

ويحتمل أن يكون في الحديث تصحيف، وذلك بزيادة الهمزة قبل الواو، وأن الواو للعطف، فتكون هذه السنوات الثلاث كلها سني فتنة، والتاريخ يشهد لذلك فقد وقعت في هذه السنوات الثلاث، فتنة قتل عثمان رضي الله عنه، والفتن التي قامت في عهد علي رضي الله عنه وموقعة الجمل، وصفين.

وشاء الله ذلك في السنة الخامسة والثلاثين، باشتعال الفتنة التي انتهت بقتل عثمان رضي الله عنه (١).

ومن هذه الأحاديث ما يقرن فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفتنة بفتنة الدجال من حيث قوة اجتذابها للناس، وافتتانهم بها، وأن من ينجو منها فقد نجا.

وذلك فيما رواه عبد الله بن حوالة (٢) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم


(١) الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢/ ٧٠٥).
(٢) عبد الله بن حوالة الأزدي، أبو حَوالة، صحابي نزل الشام، ومات بها سنة ثمان وخمسين هـ، وله ٧٢ سنة، ويقال مات سنة ٨٠ هـ، د (التقريب/ ٣٢٨٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>