للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنبر، فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين، والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد - وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر - فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال:

أما بعد، يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلاً. فقال: أبايعك على سنة الله، وسنة رسوله، والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن بن عوف، وبايعه المهاجرون، والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون (١).

اتفق الصحابة رضي الله عنهم على بيعة عثمان بن عفان بالخلافة، وفي ذلك يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "استخلفنا خير من بقي ولم نأله" (٢).

تولى الخلافة رضي الله عنه، وكان على خير حال، وعلى درجة قوية من الإيمان، فقد كان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة فلا تبكي! وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه" (٣)


(١) رواه البخاري، الجامع الصحيح مع فتح الباري (١٣/ ١٩٣ - ١٩٤).
(٢) ابن سعد، الطبقات (٣/ ٦٣)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٢٠٧) وإسناده صحيح.
(٣) رواه أحمد، الزهد (ص: ٤٢، والترمذي، السنن (٤/ ٥٥٣)، وابن ماجه، السنن (٢/ ١٤٢٦)، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (٢/ ٤٢١)، وفي صحيح الترمذي (٢/ ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>