للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهم يريدون جميعاً المصريين وأشياعهم، وأنهم يريدون أن يجمعوا ذلك إلى حجتهم؛ فلما أتاهم ذلك مع ما بلغهم من نفور أهل الأمصار أعلقهم الشيطان، وقالوا: لا يخرجنا مما وقعنا فيه إلا قتل هذا الرجل فيشتغل بذلك الناس عنا، ولم يبق خصلة (١) يرجون بها النجاة إلا قتله فراموا (٢) الباب، فمنعهم من ذلك الحسن، وابن الزبير، ومحمد بن طلحة، ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص، ومن كان من أبناء الصحابة أقام معهم واجتلدوا (٣) فناداهم عثمان: الله الله أنتم في حل من نصرتي فأبوا، ففتح الباب، وخرج ومعه الترس (٤) والسيف ليَنَهِنْهَهُم (٥) فلما رأوه أدبر المصريون وركبهم هؤلاء، ونَهْنَهَهُم (٦) فتراجعوا وعظم على الفريقين، وأقسم على الصحابة ليدخلن، فأبوا أن ينصرفوا فدخلوا فأغلق الباب دون المصريين - وقد كان المغيرة بن الأخنس بن شريق (٧) فيمن حج، ثم تعجل (٨) في نفر


(١) الخصلة هي: الخلة والفضيلة والرذيلة أو قد غلب على الفضيلة (الفيروز آبادي، القاموس المحيط ٣/ ٣٧٩).
(٢) الروم: الطلب: أي طلبوا الباب واتجهوا إليه (القاموس المحيط ٤/ ١٢٤).
(٣) جالدوا بالسيوف أي: تضاربوا (القاموس ١/ ٢٩٤).
(٤) الترس: من السلاح المتوقي بها (ابن منظور، لسان العرب ٦/ ٣٢).
(٥) النهنهة: الكف تقول: نهنهت فلاناً إذا زجرته فتنهنه أي كففته فكف (لسان العرب ١٣/ ٥٥٠).
(٦) انظر الحاشية السابقة.
(٧) المُغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي، قيل إنه قتل يوم الدار مع عثمان ذكره الحافظ ابن حجر في القسم الأول من الإصابة (٣/ ٤٥٢).
(٨) التعجيل في الحج هو المكوث في منى يومين بعد العيد، وذلك كما في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} (سورة البقرة، الآية: ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>