للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغ عثمان أن ابن ذي الحبكة النهدي يعالج نيرنجا - قال محمد بن سلمة: إنما هو نيرج - فأرسل إلى الوليد بن عقبة ليسأله عن ذلك، فإن أقر به فأرجعه، فدعا به فسأله، فقال: إنما هو رفق وأمر يعجب منه، فأمر به فعزر، وأخبر الناس خبره، وقرأ عليهم كتاب عثمان: إنه قد جد بكم فعليكم بالجد، وإياكم والهزال، فكان الناس عليه، وتعجبوا من وقوف عثمان على مثل خبره، فغضب نفر في الذين نفروا، فضرب معهم فكتب إلى عثمان فيهم، فلما سير إلى الشام من سير، سير كعب بن ذي الحبكة ومالك بن عبد الله - وكان دينه كدينه - إلى دنباوند لأنها أرض سحر، فقال في ذلك كعب بن ذي الحبكة للوليد:

لعمري لئن طردتني ما إلى التي … طمعت بها من سقطتي لسبيل

رجوت رجوعي يابن أروى ورجعتي … إلى الحق دهراً غال ذلك غول

وإن اغترابي في البلاد وجفوتي … وشتمي في ذات الإله قليل

وإن دعائي كل يوم وليلة … عليك بدنباوندكم لطويل

فلما ولي سعيد أقفله وأحسن إليه واستصلحه، فكفره فلم يزدد إلا فساداً.

واستعار ضابئ بن الحارث البرجمي في زمان الوليد بن عقبة من قوم من الأنصار كلباً يدعى قرحان، يصيد الظباء، فحبسه عنهم، فنافره الأنصاريون، واستغاثوا عليه، بقومه فكاثروه، فانتزعوه منه، وردوه على الأنصار، فهجاهم وقال في ذلك:

<<  <  ج: ص:  >  >>