للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتضعوا إليّ رجلاً، وهل يخرج الألف لهم عقول إلى رجل، ثم انصرف عنهم، وتحسوا بمولى له على بعير قد حسر، فقال: والله ما كان ينبغي لسعيد أن يرجع. فضرب الأشتر عنقه، ومضى سعيد حتى قد على عثمان، فأخبره الخبر، فقال: ما يريدون؟ أخلعوا يداً من طاعة؟ قال: أظهروا أنهم يريدون البدل. قال: فمن يريدون؟ قال: أبا موسى، قال: قد أثبتنا أبا موسى عليهم، ووالله لا نجعل لأحد عذراً، ولا نترك لهم حجة، ولنصبرن كما أمرنا حتى نبلغ ما يريدون. ورجع من قرب عمله من الكوفة، ورجع جرير من قرقيسياء وعتيبة من حلوان، وقام أبو موسى فتكلم بالكوفة فقال: أيها الناس لا تنفروا في مثل هذا، وتعودوا لمثله، الزموا جماعتكم والطاعة، وإياكم والعجلة، اصبروا فكأنكم بأمير، قالوا: فصل بنا، قال: لا، إلا على السمع والطاعة لعثمان بن عفان، قالوا: على السمع والطاعة لعثمان" (١).

٥٧ - قال الطبري: "كتب إليّ السري (٢) عن شعيب عن سيف عن المستنير (٣) عن أخيه (٤) قال: والله ما علمت ولا سمعت بأحد غزا عثمان رضي الله عنه ولا ركب إليه إلا قتل، لقد اجتمع بالكوفة نفر، فيهم الأشتر، وزيد بن


(١) تاريخ الأمم والملوك (٤/ ٣٣٠ - ٣٣٢).
(٢) تقدمت ترجمته.
(٣) المستنير بن يزيد النخعي لم أجد له ترجمة.
(٤) لم أجد له ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>