للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيه (١) قال: سمعت عبد الرحمن بن الأسود (٢) بن عبد يغوث يذكر مروان بن الحكم فقال: قبح الله مروان خرج عثمان إلى الناس، فأعطاهم الرضا، وبكى على المنبر، وبكى الناس، حتى نظرت إلى لحية عثمان مخضلة بالدموع، وهو يقول: اللهم إني أتوب إليك، اللهم إني أتوب إليك، اللهم إني أتوب إليك، والله لئن ردني الحق إلى أن أكون عبداً قِناًّ لأرضين به، إذا دخلتُ منزلي فادخلوا علي، فو الله لا أحتجب منكم، ولأعطينكم الرضا، ولأزيدنكم على الرضا، ولأنحين مروان وذويه.

قال: فلما دخل أمر بالباب، ففتح، ودخل بيته، ودخل عليه مروان، فلم يزل يفتله في الذروة والغارب حتى فتله عن رأيه، وأزاله عما كان يريد، فلقد مكث عثمان ثلاثة أيام ما خرج استحياء من الناس، وخرج مروان إلى الناس، فقال: شاهت الوجوه إلا من أريد ارجعوا إلى منازلكم، فإن يكن لأمير المؤمنين حاجة بأحد منكم يرسل إليه، وإلا قرَّ في بيته.

قال عبد الرحمن: فجئت إلى عليّ، فأجده بين القبر والمنبر، وأجد عنده عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر، وهما يقولان: صنع مروان بالناس وصنع، قال: فأقبل عليّ علي: فقال: أحضرت خطبة عثمان؟ قلت: نعم،


(١) يروي عن أبي حفصة اليماني، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث في الطبري: لم أجد له ترجمة.
(٢) عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومات أبوه في ذلك الزمان، فعد لذلك من الصحابة. وقال العجلي: «من كبار التابعين» خ د ق (التقريب/ ٣٨٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>