للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر فن-زل الناس وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه، فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان وأيم الله ليوشكنَّ أن تطعنوا فيه طعنة تحلقونه كله (١).

وركب رضي الله عنه إلى عثمان بن عفان (٢) فقال له: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى في الكتب، ففزع لذلك عثمان بن عفان، وجمع الصحابة - وفيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم فقال:

ما تقولون في هذه القراءة، فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفراً؟.

فقالوا: ما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة، ولا يكون اختلاف، فقالوا: فنعم ما رأيت.

فأرسل إلى حفصة -رضي الله عنها- أن أرسلي إلينا بالصحف التي جُمع فيها القرآن؛ لننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها إليه.

فقام يحث الناس على تسليم ما لديهم من القرآن قائلاً: أيها الناس،


(١) ابن أبي داود، المصاحف، (ط العلمية ١٨، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٢٣٣ - ٢٣٤)، وفيه رجل لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [١٧٢].
(٢) الطبراني، كما في تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة عثمان (٢٣٤)، والإسناد من الطبراني صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [٤٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>