للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض التي أقطعتها هذين، أرضٌ هي لك خاصة، أم للمسلمين عامة؟ قال: "بل للمسلمين عامة قال: "فما حملك أن تخص بها هذين دون جماعة المسلمين؟ قال: "استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا عليّ بذلك قال: "فإذا استشرت هؤلاء الذين حولك، فكل المسلمين أوسعتهم مشورة وَرَضىً) ، فقال أبو بكر رضي الله عنه: "قد كنت قلت لك إنك على هذا أقوى مني، ولكن غلبتني"١.

وفي الصحيح عن عبد الله بن الزبير٢: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: "أمِّر القعقاع بن معبد بن زرارة٣"، قال عمر: "بل أمّر الأقرع بن حابس"، قال أبو بكر: "ما أردت إلا خلافي"، قال عمر: "ما أردت خلافك" فتماريا٤ حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ} [الحجرات: ١] ، حتى انقضت"٥. (٢٥/أ) .


١ البخاري: التاريخ الكبير ١/٨١، ابن الجوزي: مناقب ص ٤٧، ابن حجر: الإصابة ٥/٥٦، ونسبه للبخاري في التاريخ الصغير وأمالي المحاملي. والإصابة ١/٥٨، وقال: "وروى البخاري في تاريخه الصغير ويعقوب بن سفيان بإسناد صحيح". ثم قال: "قال عليّ بن المديني في العلل: "هذا منقطع؛ لأن عبيدة لم يدرك القصة، ولا روى عن عمر أنه سمعه منه، قال: ولا يروى عن عمر بأحسن من هذا الإسناد". وأشار إليه في فتح الباري ١٣/٢٥٨، ونسبه للبخاري في التاريخ الصغير، والهندي في الكنز ١٢/٥٨٣، ونسبه ليعقوب بن سفيان وابن عساكر لكن فيه بدل عيينة الزبرقان.
٢ ابن العوام الأسدي، كان أوّل مولود في الإسلام من المهاجرين وولي الخلافة تسع سنين إلى أن قتل في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين. (التقريب ص ٣٠٣) .
٣ التميمي الدارمي، شهد حنيناً، وكان يقال له: تيار الفرات لسخائه. (الإصابة ٥/٢٤٥) .
٤ تماريا: تجادلا وتخاصما. (انظر: لسان العرب ١٥/٢٧٨) .
٥ البخاري: الصحيح، كتاب المغازي ٤/١٥٨٧، رقم: ٤١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>