للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهراً، ثم أصبح وقد عزم لهن فقال: "ذكرت قوماً كتبوا كتاباً فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله عزوجل"١.

وفي الصحيح عن أنس بن مالك: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: "يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب، اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف نَنْسَخُها في المصاحف ثم نردّها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام٢، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم". ففعلوا حتى إذا نسخوا الصّحف في المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلّ أفقٍ٣ بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة، أو مصحف أن يحرق٤. أو قال: "يخرق"٥.

وفي مسند الإمام أحمد عن عباد بن عبد الله بن الزبير٦، قال:


١ ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله ص ١٠٩، والخطيب: تقييد العلم ص ٥٠، وابن الجوزي: مناقب ص ١٢٧، وأورده عن الزهري ابن سعد: الطبقات ٣/٢٨٧، والبلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص ٢١٧) .
٢ المخزومي، له رؤية، وكان من كبار ثقات التابعين، توفي سنة ثلاث وأربعين. (التقريب ص ٣٣٨) .
٣ الأفق: الناحية. (القاموس ص ١١١٦) .
٤ البخاري: الصحيح، كتاب فضائل القرآن ٤/١٩٠٨، رقم: ٤٧٠٢.
٥ قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ٩/٢٠: "وفي رواية الأكثر: "أن يخرق"، بالخاء المعجمة.
٦ ابن العوام، كان قاضي مكة زمن أبيه وخليفته إذا حج، ثقة، من الثالثة. (التقريب ص ٢٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>