للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوضعت يدي عليه فقلت: يا أمير المؤمنين ليس عليك بأس"، فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً فإذا جفنتان بعضها فوق بعض، فقال: "ههنا هَانَ آلُ الخطاب على الله، أما والله لو كرمنا عليه لكان هذا إلى صاحبيَّ بين يدي، فأقاما لي فيه أمر أقتدي به فقلت: "اجلس نتفكر، قال: فكتبنا المحقين١ في سبيل الله تعالى، أربعة" - يعني آلاف - وأصاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أربعة، وأصاب من دون ذلك ألفين ألفين، حتى وزَّعنا ذلك المال"٢.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان عمر رضي الله عنه إذا صلى صلاة جلس للناس، فمن كانت له حاجة كلّمه، وإن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل فصلى صلوات لا يجلس٣ فيها للناس، فحضرت الباب، فقلت: يا يرفأ أبأمير٤ المؤمنين شكاة؟ قال: "ما بأمير المؤمنين شكاة"، فجلست، فجاء عثمان فجلس، فخرج يرفأ، فقال: "قم يا ابن عفان، قم يا ابن عباس"، فدخلنا على عمر فإذا بين يديه صبر من مال على كل صبرة منها كتِف٥، فقال: "إني نظرت في أهل المدينة فوجدتكما في أكثر أهلها عشيرة، فخذا هذا المال فاقسماه، فما كان من فضل فرُدّا، ثم قال: أما كان هذا عند الله ومحمّد وأصحابه يأكلون القِدّ٦؟ "، فقلت: بلى والله لقد كان هذا عند الله ومحمّد وأصحابه يأكلون القدّ، وقلت: بلى والله لقد كان عند الله،


١ في الأموال ومناقب عمر: (المخففين) .
٢ أبو عبيد: الأموال ص ٢٦٣، وإسناده صحيح. ابن الجوزي: مناقب ص ١٦٦.
٣ في الأصل: (لا جلس) ، وهو تحريف.
٤ في الأصل: (أيا أمير) .
٥ الكتف: عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب. (لسان العرب ٩/٢٩٤) .
٦ القِدّ: السير الذي يُقَدُّ من الجلد. (لسان العرب ٣/٣٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>