للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمّد وأبو نعيم: الحلية ولو عليه لصنع غير الذي تصنع، فغضب، فقال: "إذاً صنع ماذا؟ "، قال: قلت: إذاً أكل وأطمعنا، فنشج عمر حتى اختلفت أضلاعه، ثم قال: "وَدِدْتُ لو أني خرجت منها كفافاً لا عليّ ولا لي"١.

وفي الصحيح عن ابن أبي مليكة، قال: "كاد الخيِّران يهلكان، أبو بكر وعمر، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم٢، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر، قال نافع٣: "لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر: "والله ما أردت إلا خلافي قال: "ما أردت خلافك"، فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله: {يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْواَتكُم فَوْقَ صَوتِ النَّبيِّ ولاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَولِ كَجَهْرِ بَعْضِكُم لِبَعضٍ} [الحجرات: ٢] الآية. قال ابن الزبير٤: "فما كان عمر يُسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر الصّديق


١ ابن سعد: الطبقات ٣/٢٨٨، وإسناده صحيح. الفسوي: المعرفة والتاريخ ١/٥٢١، ٥٢٢. أبو يعقوب بن الصلت: مسند عمر ص ٩٨، ٩٩، والحميدي كما في المطالب العالية ٢/١٧٨، والبزار كما في كشف الأستار ٤/٢٥٥، ٢٥٦، البيهقي: والسنن: ٦/٣٥٨، ٣٥٩، وابن الجوزي: مناقب ص ١٦٦.
٢ وهو بنو تميم بن مُرّ بن أُدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر، وفد أشرافهم على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "هم أشدّ أُمتي على الدجال"، قال: "وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه صدقات قومنا"، وكانت سبيّة منهم عند عائشة، فقال: "أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل". (البخاري: الصحيح رقم: ٤١٠٨، سيرة ابن هشام ٤/٢٧٧، جمهرة أنساب العرب ص ٢٠٦) .
٣ نافع بن عمر الجمحي، ثقة ثبت، توفي سنة تسع وستين ومئة. (التقريب ص ٥٥٨) .
٤ عبد الله بن الزبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>