فات فإن كانت ولاية فليس لها جند فإن رأى أنه مريض فإنه مرض دينه وجوره على رعيته وصحة جسمه في تلك السنة فإن رأى أنه مات ولم ير شيئاً من هيئة الموت فإنه ينقص في تلك السنة من سلطانه ناحية أو تنهدم من داره ناحية أو يناله هم يتحير فيه ويبهت فإن رأى أن السلطان حمل على أعناق الرجال فهو فساد في دينه وقوة سلطانه وركوبه أعناق الرجال على غير عدله ولين جانبه فإن رأى أن السلطان مات ولم يدفن فهو فساد دين له وللعامة ويرجى لهم صلاح دينهم ومراجعتهم ما لم يدفن ويسوى عليه التراب فإن مات ودفن وسوي عليه التراب وانصرف الناس عنه فهو اليأس من ذلك الأمر إلا أن يشاء الله تعالى وكل رؤيا ترى من حياة ملك ميت فتأويله عقب ذلك الملك الميت وحياة سيرته في رعيته أيام حياته وعن أهل بيته وقومه على نحو ما كانوا يعدون به أيام ملكه وإن رأى السلطان أن مقدمه أرفع مما هو فيه فإنه يرتفع سلطانه ويعلو فإن رأى أن مقعده أوضع مما كان فيه فإنه يتضع سلطانه وتفسد أموره.
- (ومن رأى) السلطان العادل دخل محلة أو موضعاً فإن رحمة الله تعالى تغشى ذلك الموضع وينزل عليه العدل فإن رأى ملك متعزز أنه دخل داراً أو محلة أو أرضاً ينكر دخوله هناك في اليقظة فهو مصيبة تدل على أهل ذلك الموضع بقدر ذلك السلطان وإن كان لا ينكر دخوله هناك فلا يضر دخوله على أهل ذلك الموضع.
- (ومن رأى) أنه يختلف إلى أبواب الملوك فإنه ينال ظفراً بالإعطاء ويبلغ مناه فإن رأى أنه دخل على ملك فإنه ينال شرفاً ودولة وسروراً ومالاً فإن رأى أنه يمر على سلطانه فإنه ينال كرامة وعزاً فإن رأى أنه حمل إلى سلطان طعاماً أو إلى رجل شريف استقبله كرب ثم ينجو منه ويصيب مالاً من حيث لا يحتسب.
- (ومن رأى) أنه خاصم ملكاً نال قرة عين وسروراً وجرى على يديه خير كثير ورؤية الملوك الأموات دالة على ما تركوه أو رسموه وأثبتوه من بعدهم ورؤية الأحياء منهم في البلد أو المكان المخصوص دليل على فساد الأحوال والذلة في الخلق وتدل رؤية الملك على النصر على الأعداء وعلى الفجور وتدل رؤيته على الأسد كما دلت رؤية الأمير على الذئب والتاجر على الثعلب والسمسار على الكلب والمؤمن على الشاة قال عليه السلام: "فيا لها من شاة بين أسد وثعلب وكلب" وتدل رؤية السلطان المجهول على النار والبحر والنوم الذي يقهر الإنسان فإن قال رأيت السلطان في المنام كان دليلاً على تسلطه على من دونه أو التسلط عليه لأمر من ذي سلطان ثم هو الولد والوالدة والأستاذ والمؤدب والزوجة لسلطانها وهواها الغالب على هوى الرجل غالباً فمن رأى الملك في صفة حسنة كان دليلاً على حسن حال رعيته وأمنهم وإدرار معايشهم وإن رآه في صفة رديئة كان دليلاً على سوء تدبيره في الرعية وعلى تغلب العدو على بلاده وضعف جنده والملك المجهول أو الحاكم أو المؤدب ربما دلوا على الحق سبحانه وربما دلت رؤية الملك على المسكوك من دراهمه أو دنانيره فإن صار للملك في المنام من الجيش مثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح أو يوم حنين كان مؤيداً مظفراً منصوراً.
- (ومن رأى) في المنام أميراً أو سلطاناً ربما تسلط على أعراض الناس أو صنع الكيمياء أو ضرب الزغل وكذلك إن صار قاضياً زور على الحكام خطوطهم وربما كان يفتري الكذب فإن رأى أنه صار ملكاً ارتفع قدره على ما يليق به وإن كان فقيراً استغنى وإن كان عالماً أقام به على ما يجب وإن كان أعزب تزوج وإن كان صاحب صنعة أشار الناس إليه معرفته وإن كان من عامة الناس تسلط بشره وظلمه على الناس فإن مات السلطان ضعف حال الرائي واستهان به الناس أو فارق من كان يتسلط به على الناس وربما نزع يده من المبايعة وخان سلطانه.
- (ومن رأى) أنه يعانق السلطان أو يصافحه وكان بينهما كلام من كلام البر فإنه يصلح حاله عنده أو عند غيره من ذوي سلطانه.
- (ومن رأى) أنه يخاصم سلطاناً فإنه يجادل بالقرآن ويخاصم به لأن السلطان في اللغة الحجة وإن رأى أنه يأكل مع السلطان طعاماً فإنه يصيبه من جهته حزن بقدر الطعام من قبل النار التي مسته.
- (ومن رأى) السلطان أتى إلى منزله فإنه يحتاج إلى معونته ويأمن جانبه ويكون من خاصته.
- (ومن رأى) أن السلطان أخذه على ريبة فوكل به من يمسكه حتى يبلغ منه ما يبلغ من صاحب الريبة قضيت حاجته وإذا أفلت منه قبل ذلك وأمن جانبه فاتته حاجته ولا ينال تلك الحاجة زمناً طويلاً وهو يصيبها على كل حال وإن رأى المريض أن سلطاناً مجهولاً أرسل في طلبه أو حاكماً أرسل أعوانه في طلبه فإنهم رسل ملك الموت والله هو السلطان وهو الحاكم بين عباده.
- (ومن رأى) أن السلطان أخذ قلنسوته فإنه يأخذ ماله وإن كان عاملاً عزله وإن رأى أن السلطان في النزع فإنه مكروب أو على شرف العزل وهو واقع ذلك به ومن رأى أن السلطان مجنون فهو مهموم في سلطان ومن رأى أن السلطان تنحى عن مجلسه أو زال عنه