وهو يدعو الله بالفرج فإن تكلم بكلام البر والحكمة وصار صادقاً في تذكيره فإنه يأتيه بالفرج ويبرأ من مرضه ويخرج من ضيق إلى سعة أو يبرأ من دين عليه أو ينصر على ظالم والمجلس الذي يراه في مكان يرجى فيه ذكر الله تعالى مثل قراءة القرآن أو الدعاء أو قصيدة في زهد أو عبادة فإنه يدل على تعمير ذلك الموضع بالحكمة على قدر القراءات وصحتها فإن كان في قصيدة الزهد حن فإن ولايتهم غير كاملة وإن كانت القصيدة غزلاً فإن تلك الولاية باطلة والمجلس الذي اجتمعت فيه القراء يقرؤون في موضع تجتمع فيه أصحاب الدولة ومن يكون له اسم وصيت في حرفتهم وصناعتهم من الولاية والتجار وأصحاب العلوم فإنهم لا نظير لهم في أعمالهم وعلى قدر قراءتهم في الجودة وطيب الحنجرة وبعد أصواتهم.
- (ومن رأى) مجلساً فيه جماعة من العلماء وهو جالس في صدره وكان أهلاً لذلك فهو علم له وزيادة رفعة.
- (ومن رأى) مجلساً فيه جماعة مجتمعون بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على أمر مهول وعاقبته إلى خير وإن رأى مجلس وعظ وهو يعظ فيه فإن أمره ينفذ إن تم وعظه وإلا فيتعذر عليه قضاء شغله والمجلس في المنام هو المنصب الذي يجلس فيه والدابة التي يجلس عليها والمركب الذي يجلس فيه ويستتر في أخشابه والزوجة التي تنطوي عليه والولد الذي يشتمل عليه وخادمه الذي يطلع على أسراره فما حدث فيه من سعة وضيق كان ذلك منسوباً إلى ما ذكرناه.
- (ومن رأى) أنه دعي إلى مجلس مجهول فيه فاكهة كثيرة وشراب فإنه يدعى إلى الجهاد والاستشهاد فيه.
- (مقعد) هو في المنام إذا كان في السوق رأس مال قليل أو عمل يسير أو زوجة قنوعة صالحة أو فائدة يسيرة والمقعد في الدار يدل على الفرح والسرور أو على الزوجة أو على الولد وحسن المقعد للميت دليل على أنه في الجنة والمقعد عقد يمين أو عهد وربما كان المقعد عقد شركة ويدل على الأمن من الخوف والسلامة من الشدائد لأنه يمنع من الأمطار والثلوج وغيرها.
- (معهد) من تعهد في المنام معهده الذي كان يألفه دل على الهم والنكد الذي يوجب ذكر ما سلف من اللذة أو الذلة وربما دلت رؤية المعاهد بضم الميم وربما دل ذلك على ألم عاهد كما أن لفظ المنازل ألم نازل والفقر قفر وربما دلت رؤية المعاهد في المنام على رؤيتها في اليقظة.
- (مخدع
) هو
في
المنام
يدل على الخداع منه لغيره أو يخدع بالكلام مخافة سطوته وربما دل المخدع على بطنه وما ينطوي عليه من حسن السريرة وقبحها فإن رأى في بيته مخدعاً لا يعهده تجددت له آمال ونية فيما بينه وبين الله تعالى فإن كان المخدع حسناً كان دليلاً على حسن سريرته وإن كان غير مناسب دل على الأماني الباطلة وسوء السريرة.
- (مرحاض) هو في المنام دال على فرج أهله وشدتهم وسعيهم وتقتيرهم وربما دل على الزوجة التي يخلو بها أو الجارية المطلعة على الأسرار والعورات أو المطر الذي يدخر فيه ماله أو خزانة سره أو حانوته الذي فيه ماله وهو بيت الراحة وبيت الفكرة والطهارة والخلاء فإن فاض في المنام دل على حمل الزوجة أو ملك الخادم وربما دل ذلك على كثرة المال أو مغرمهم لاحتياجهم إلى إزالته فإن تلوث بما فيه ولم يكن له ريح دل على ظهور الخير عليه وربما تعذر عليه مطلبه فإن أكله ربما رجع فيما وهبه أو تصدق به أو عاد إلى فسقه أو أكله الحرام وكان حكمه كحكم من أكل ما تقأياه قال عليه السلام: "العائد في هبته كالعائد في قيئه". والقيء مال حرام وربما دل على المرأة فإن كان واسعاً نظيفاً غير ظاهر الرائحة فإن امرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة نتنه حسن ثنائها وإن كان ضيقاً مملوءاً عذرة لا يجد صاحبه منه مكاناً يقعد فيه فإنها تكون ناشزة وإن كانت رائحته منتنة فإنها تكون سليطة ويشتهر بها وعمق بئرها قيامها في أمورها وإن نظر فيها فرأى فيها دماً فإنه يأتي امرأته وهي حائض وإن رأى بئرها امتلأ منه فإنه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكثيرة مخافة التبذير فإن رأى يده في خشبة يحرك بها في البئر فإن في بيته امرأة مطلقة وإن كانت البئر ممتلئة لا يخاف فورها فإن امرأته حبلى.
- (ومن رأى) أنه جعل في مستراح فإنه يمكر به وإن أغلق عليه بابه فإنه يموت وسبق ذكر الكنيف في حرف الكاف.