وطريقته وأشاد بصاحبه واعتبره (العلم الأوحد والطود المفرد) كما وصف بيت آل العنابي بأنه (بيت علم دعائمه أعز وأطول وأساسه أحكم وأكمل).
ولم يكتف الشيخ محمد بيرم بتقريظ الكتاب نثرا بل قرظه شعرا أيضا، فأضاف إلى ما تقدم قوله (ولما جرى القلم النثري بما هو كائن، وكان الشعري موازا (كذا) له غير مباين، تحركت حميته للكتب عن مقتضى الحال، فأعرب عما في الضمير وقال:
أكوكب لاح أم بدر التمام بدا ... أم لامع الحق في أفق الهدى صعدا
وهي قصيدة في أحد عشر بيتا (٧٧) ولأهمية هذه الوثيقة سنوردها أيضا في آخر الكتاب.
وجاء في مصدر آخر أن لابن العنابي تقريظا لترجمة كتاب (كلستان) لسعدي الشيرازي، التي قام بها جبريل المخلع المسيحي من الفارسية إلى العربية. وهذا نصه:
(الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، لما عرض علي ذلك المعرب، الذي أبدع مترجمه وأغرب، وقد تصفحت وجنات طروسه الناظرة، وعاينت حلي عرائسه العاطرة، التي أبرزها من خدورها جبرائيل، وأعرب سر مكنونها بعبارة أحلى من السلسبيل، أنشدت قائلا:
تنسم روض الورد عن كلم تسري ... كنسمة نفح الطيب في غرة الفجر
وأعرب جبرائيل عجمة لفظه ... فأعرب عن فن البلاغة والشعر
كساه حلى لفظ أنيق مهذب ... وأبدع في الإنشاء بالنظم والنثر
حباه إله الخلق حسن جزائه ... فقد قرب الأقصى وترجم عن سر)
وكان هذا التقريظ بتاريخ غرة جمادى الثانية من سنة ١٢٥٩. من (تاريخ عبد الحميد بيك) - مخطوط -.
ولا نستبعد أن يكون لابن العنابي مراسلات أخرى مع علماء آخرين أمثال