للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - نصر المظلوم والأخذ على يد الظالم وكف يد القوي من الضعيف.

٤ - مراعاة الفقراء والمساكين وملاحظة ذوي الخصاصة والمستضعفين.

فإذا أخلوا بشيء من هذه الشروط الأربعة (تضعضعت قواعدهم وانتقض عليهم من أطراف ممالكهم) وانتصر عليهم عدوهم واضطربت عليهم الأمور وظهر عليهم باغي الفتنة وحاسد النعمة. وأنهى الخاتمة بالحديث عن التوبة وعن أمور أخرى في سلوك المسلم مستوحاة من السيرة وسلوك الصحابة، ومأخوذة من كلام المتقدمين والمفسرين. وأبى إلا أن يختم كتابه بالحديث عن الجند كما بدأه به فقال: (ينبغي لمن له مظلمة أو حق قبل جندي خرج غازيا أن يسامحه ويعفو عنه حتى لا يعود ضرر مظلمته على الإسلام) (٤٠) والخاتمة، كما يبدو، وعظية أخلافية أكثر منها سياسية أو عسكرية. وأفكارها موجهة بالدرجة الأولى إلى الحكام والمسؤولين على الرعية بصفة عامة.

[منهج ابن العنابي في الكتاب]

وبعد أن درسنا حياة المؤلف وأقسام ومحتوى كتابه يجدر بنا أن نقف قليلا عند منهجه وأهمية عمله. وأول ما نلاحظه هو أن تقسيم الكتاب على النحو الذي أوردناه يتبع منهجا غير سليم. فالكتاب أساسا جزآن عسكري وسياسي، ولكننا لاحظنا أن الجزء الأول هو الذي استأثر بحجم الكتاب، وهو الذي قسمه المؤلف إلى فصول وجعل لكل فصل عنوانا، وبذل في ذلك جهودا في النقل والاستشهاد والاحتجاج والإقناع. ولو جعل المؤلف كتابه قسما واحدا مكرسا (للأمور الحربية) وضم القسم الثاني إلى الخاتمة لكان أكثر توفيقا وأكثر منطقية حتى مع العنوان الذي اختاره لكتابه. حقا إنه قد وجد نفسه مضطرا عند تناول الأمور العسكرية، أن يشير إلى الأمور السياسية أيضا للتلازم بينهما في حياة الدولة، ولكن ملاحظتنا تنصب على المنهج لا على إدراج الفكرة في حد ذاتها. وقد لاحظنا كذلك أن الفصل الرابع عشر يحتوي على كثير من النقط التي جاء


(٤٠) السعيي المحمود، ص ١١٩.

<<  <   >  >>