نظام الجند على الوجه الذي ابتدعه الكفرة يحصره أمران؛ أحدهما أمور حربية، والثاني أمور سياسية).
واعتبارا لهذه الفكرة قسم ابن العنابي كتابه إلى قسمين رئيسيين، أطلق على كل منهما عبارة (مقصد)، وهما: المقصد الأول في الأمور الحربية، والمقصد الثاني في الأمور السياسية. وفي نهاية الكتاب جاء بخاتمة طرح فيها ما لم يذكره في المقصدين من أفكار. والمقصد الأول هو أساس الكتاب، فكرة وحجما. أما الأفكار فسنتعرض إليها، وأما الحجم فقد خصص له ٩٧ صفحة من مجموع ١٢٠ صفحة. وبينما قسم هذا المقصد إلى ستة عشر فصلا، اكتفى في المقصد الثاني بإيراد أفكاره دون منهج. مهملا استعمال الفصول. وهذه الخطة تنسجم تماما مع عنوان الكتاب الذي يجعله خاصا بنظام الجند، أي بالأمور الحربية. وإذا كان هذا صحيحا فإن اشتمال الكتاب على قسم خاص بالأمور السياسية يصبح خارجا عن الموضوع. غير أننا سنعرف لماذا جاء المؤلف بهذا القسم في آخر الكتاب.
ولنذكر الآن عناوين الفصول الواردة ضمن المقصد الأول (الأمور الحربية)، ثم نعود إليها بشيء من التفصيل وقد فضلنا وضع رقم إزاء كل فصل ليعرف القارىء حجم كل فصل من الكتاب: