ثم أمره يزيد، بالشخوص إلى المدينة مع النسوة من أهله وسائر بني عمّه، فانصرف بهم «١» .
وقال سليمان بن قتّة يرثي الحسين «٢» :
مررت على أبيات آل محمد ... فلم أرها أمثالها يوم حلت «٣»
ألم تر أن الشمس أضحت مريضة ... لفقد حسين والبلاد اقشعرت
وكانوا رجاء ثم صاروا رزية ... لقد عظمت تلك الرزايا وجلت «٤»
أتسألنا قيس فنعطي فقيرها ... وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
وعند غنيّ قطرة من دمائنا ... سنطلبها يوما بها حيث حلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلّت
فإن قتيل الطّف من آل هاشم ... أذل رقاب المسلمين فذلت «٥»
قال أبو الفرج:
وقد رثى الحسين بن علي- صلوات الله عليه- جماعة من متأخري الشعراء أستغني عن ذكرهم في هذا الموضع كراهية الإطالة.
وأما من تقدم «٦» فما وقع إلينا شيء رثى به، وكانت الشعراء لا تقدم على ذلك مخافة من بني أمية، وخشية منهم.
وهذا آخر ما أخبرنا به من مقتله- صلوات الله عليه ورضوانه وسلامه-.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute