للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمثل ما عندهم، فأعطني ما أنفقه، فيعطيه ويسرف، وربما صادف منه ضيقة فيقول: ليس عندي ما أعطيك، فيخرج مغضبا، ويحلف له أنه يخرج على السلطان، فيقوم إليه فيناشده الله ويبكي، فلا يجيبه، فيدخل إلى أمه، وكانت أم ولد- فيقول لها: إن زيدا طلب كذا وكذا، وحلف أني إن لم أعطه خرج على السلطان، فأعطيني من حليّك بمقدار ما يريد، فتقول له: إنه يرهبك بهذا وليس يخرج فدعه مرّة [واحدة] «١» وجرّب، فيقول لها: هيهات، ليس الأمر حيث تظنين. (شنشنة أعرفها من أخزم) «٢» .

ثم لا يبرح حتى تعطيه ما يريد.

١١٤- محمد بن حمزة

ومحمد بن حمزة بن عبيد الله «٣» بن العباس [بن الحسن] «٤» بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

قتله [محمد بن] طغج «٥» في بستان له، رضي الله عنه.

حدثني أحمد بن محمد المسيب، قال:

كان محمد بن حمزة من رجالات بني هاشم وكان إذا ذكر [ابن] طغج لا يؤمره ويثلبه، ويستطيل عليه إذا حضر مجلسه، فاحتال [ابن] طغج على غلام لبعض الرجالة فستره ثم أعلم صاحبه أنه في دار محمد بن حمزة وضراه به فاستعوى «٦» جماعة من الرجالة فكبسوه وهو في بستان، فقطعوه بالسكاكين، وبقي عامة يومه مطروحا في البستان، وهم يترددون إليه فيضربونه بسيوفهم، هيبة له وخوفا أن يكون حيا أو به رمق فيلحقهم ما يكرهون رضي الله عنه.

<<  <   >  >>