بالبارحة [إن] في صدري حرارة لا يطفيها إلّا برد عدل أو حرّ سنان.
(وكان «١» الذي خطب بذلك محمد بن سليمان: قال: فبكى حتى كاد أن يسقط عن المنبر. وأحبه النساك. وقالوا: ملك مترف. وذكر ذنبه فأبكاه.
فبكى) .
[وصول مقتل محمد بن عبد الله إلى أخيه إبراهيم، وحركته للنهوض إلى باخمري، وتوجيه أبي جعفر القواد إليه ومقتله]
حدثنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال:
حدثني محمد بن عبد الله بن حماد الثقفي عمن أخبره، قال أبو زيد، وحدثني محمد بن الحكم، بن عبيدة، عن جدّه مسعود بن الحارث، قال:
لما كان يوم الفطر شهدنا إبراهيم، وكنا قريبا من المنبر، وعبد الواحد بن زياد معنا، فسمعت إبراهيم يتمثل بهذه الأبيات «٢» :
أبا المنازل يا خير الفوارس من ... يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا
الله يعلم أني لو خشيتهم ... وأوجس القلب من خوف لهم فزعا «٣»
لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم «٤» ... حتى نموت جميعا أو نعيش معا
ثم بكى فقال:
اللهم إنك تعلم أن محمدا إنما خرج غضبا لك، ونفيا لهذه المسوّدة وإيثارا لحقك فارحمه واغفر له، واجعل الآخرة خير مردّ له، ومنقلب من الدنيا. ثم جرض بريقه «٥» وترادّ الكلام في فيّه وتلجلج ساعة، ثم انفجر باكيا منتحبا، وبكى الناس. قال: فو الله لرأيت عبد الواحد بن زياد اهتز له من قرنه إلى