قدر على ذلك، فأنفذ إليه رقعة مختومة فيها كل كلام قبيح وكل شتم شنيع، فلما قرأها طرحها وقال: قد ضاق صدر هذا الفتى فهو يتعرض للقتل، وما يحملني فعله ذلك على قتله. ثم دعا جعفر بن يحيى فأمره أن يحوله إليه ويوسع عليه في محبسه.
فلما كان يوم غد، وهو يوم نيروز، قدّمه جعفر بن يحيى فضرب عنقه، وغسل رأسه وجعله في منديل، وأهداه إلى الرشيد مع هدايا، فقبلها وقدمت إليه فلما نظر إلى الرأس أفظعه فقال له: ويحك لم فعلت هذا؟.
قال: لإقدامه على ما كتب به إلى أمير المؤمنين، وبسط يده ولسانه بما بسطهما.
قال: ويحك فقتلك إيّاه بغير أمري أعظم من فعله. ثم أمر بغسله ودفنه.
فلما كان من أمره ما كان في أمر جعفر قال لمسرور: إذا أردت قتله فقل له:
هذا بعبد الله بن الحسن بن عمي الذي قتلته بغير أمري. فقالها مسرور عند قتله إيّاه.
٤٣- محمد بن يحيى بن عبد الله
ومحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأمه خديجة بنت إبراهيم بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي.
حبسه بكار بن عبد الله الزبيري، فمات في حبسه.
حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله قال: حدثني مالك بن يزيد الجعفري «١» . وحدثني علي بن إبراهيم العلوي، قال: كتب إليّ محمد بن موسى بن حماد أن محمد بن الحسن بن مسعود حدثه، قال: أخبرني عمر بن عثمان الزهري:
أن بكار بن عبد الله الزبيري وجّه إلى محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن، وقد ورد سويقة ليصوم شهر رمضان في منزله، فجاءه الرسول فأخذه فمضى به إلى الحبس وجعل يتبعه برسول بعد رسول يأمره بالتضييق عليه، ثم أتبعه بآخر يأمره