وننزل بالمعيطيين حربا ... عمارة منهم وبنو الوليد
وإن تمكن صروف الدهر منكم ... وما يأتي من الأمر الجديد «١»
نجازيكم بما أوليتمونا ... قصاصا أو نزيد على المزيد
ونترككم بأرض الشام صرعى ... وشتى من قتيل أو طريد
تنوء بكم خوامعها «٢» وطلس ... وضاري الطير من بقع وسود
ولست بآيس من أن تصيروا ... خنازيرا وأشباه القرود
وقال أبو ثميلة الأبّار يرثي زيدا عليه السلام:
يا أبا الحسين أعار فقدك لوعة ... ما لقيت منها يكمد
فقد السهاد ولو سواك رمت به الأ ... قدار حيث رمت به لم يسهد «٣»
ونقول: لا تبعد، وبعدك داؤنا ... وكذاك من يلق المنية يبعد
كنت المؤمّل للعظائم والنهى ... ترجى لأمر الأمة المتأوّد
فقتلت حين رضيت كل مناضل ... وصعدت في العلياء كل مصعد
فطلبت غاية سابقين فنلتها ... بالله في سير كريم المورد
وأبى إلهك أن تموت ولم تسر ... فيهم بسيرة صادق مستنجد
والقتل في ذات الإله سجية ... منكم وأحرى بالفعال الأمجد
والناس قد أمنوا، وآل محمد ... من بين مقتول وبين مشرّد
نصب إذا ألقى الظلام ستوره ... رقد الحمام، وليلهم لم يرقد
يا ليت شعري والخطوب كثيرة ... أسباب موردها وما لم يورد
ما حجة المستبشرين بقتله ... بالأمس أو ما عذر أهل المسجد