قال الزبير- فيما أخبرني حرمي بن أبي العلاء- قال: حدثني سليمان بن عيّاش السعدي، قال «٢» :
لما توفي أبو عبيدة وجدت عليه ابنته هند وجدا شديدا، فكلم عبد الله بن الحسن محمد بن يسير «٣» الخارجي في أن يدخل على هند بنت أبي عبيدة فيعزيها، ويؤسيها عن أبيها، فدخل معه عليها، فلما نظر إليها صاح بأبعد صوته:
قومي اضربي عينيك يا هند لن تري ... أبا مثله تنمو إليه المفاخر «٤»
وكنت إذا أثنيت أثنيت والدا ... يزين كما زان اليدين الأساور «٥»
فصكت وجهها، وصاحت بحزنها وجهدها، فقال له عبد الله: ألهذا أدخلت؟! قال الخارجي: وكيف أعزي عن أبي عبيدة وأنا أعزي به! حدثني عمر بن عبد الله العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال:
حدثني عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان، قال: حدثني علي بن صالح، قال «٦» :
زوج عبد الملك بن مروان ابنه عبد الله هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة، وريطة بنت عبيد الله «٧» بن عبد المدان، لما كان يقال إنه في أولادهما، فمات عنهما عبد الله، وأطلقهما، فتزوج هندا عبد الله بن الحسن، وتزوج ريطة محمد بن علي فجاءت بأبي العباس السفاح «٨» .