فأدخله حتى أناخه في وسط الدار، فوثب المهدي فسلّم عليه وعانقه وأجلسه إلى جنبه، وجعل يسأله عن أهله، ثم قال: يابن عم، ما جاء بك؟ قال: ما جئت وورائي أحد يعطيني درهما، قال: أفلا كتبت إلينا، قال: أحببت أن أحدث بك عهدا، فدعا المهدي ببدرة دنانير، وبدرة من دراهم، وتخت من ثياب حتى دعا له بعشر بدر دنانير، وعشر بدر دراهم وعشرة تخوت فدفعها إليه، وخرج فطرح ذلك في دار ببغداد، وجاء غرماؤه فكان يقول للواحد: كم لك علينا؟ فيقول: كذا وكذا، فيزن له، ثم يدخل يده في تلك الدراهم والدنانير فيقول: هذا صلة منّا لك، فلم يزل حتى لم يبق من ذلك المال إلّا شيء يسير، ثم انحدر إلى الكوفة يريد المدينة فنزل قصر ابن هبيرة في خان، فقيل لصاحب الخان: هذا رجل من ولد رسول الله (ص) ، فأخذ له سمكا فشواه وجاء به ومعه رقاق وقال له: لم أعرفك يابن رسول الله، فقال لغلامه: كم بقي معك من ذلك المال؟ قال: شيء يسير والطريق بعيد، قال: إدفعه إليه، فدفعه إليه.
حدّثنا علي بن إبراهيم العلوي، قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم المقري «١» ، قال: حدّثنا جعفر بن محمد، قال: حدّثني إسماعيل بن إبراهيم الواسطي قال:
جاء رجل إلى الحسين بن علي صاحب فخ فسأله فلم يكن عنده شيء فأقعده، وبعث إلى أهل داره من أراد أن يغسل ثيابه فليخرجها، فأخرجوا ثيابهم ليغسلوها «٢» فلما اجتمعت قال للرجل: خذها «٣» .
حدثني علي بن إبراهيم، قال: حدثنا الحسن بن علي بن هاشم، قال:
حدثنا القاسم بن خليفة الخزاعي، قال:
عاتب رجل الحسن بن علي صاحب فخ في سنة تسع وستين ومائة وقال: