وقال مُحمَّد: رأيت فتيان , والمنادي ينادي: هذا جزاء من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفتيان يقول: عائذ بالله من ذلك. قال: وحدثني عمي , قال: سَأَلتُ ابن وزير عن أمر فتيان؟ فقال: حضرتهما جميعًا هو والشافعي , فتناظرا في شيء لا يعجبني إعادته , ثم جرى بينهما الكلام إلى ذكر الأئمة فقال فتيان: حَدَّثني مَالِك: إن الإمام لا يكون إماما أبدا إلا على شرط أبي بَكْر الصِّدِّيق. فإنه , قال:" وليتكم ولست بخيركم ألا وإن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ منه الحق ألا وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ له الحق إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني " فاحتج الشَّافِعي بأشياء لا أذكرها لأحد أبدا فبلغ السري قول فتيان فضربه.
قال: وأخبرني أُسَامَة , وابن قديد , قَالا: تُوفيّ فتيان سنة خمس ومائتين. هذا آخر ما ذكره المَادْرَائي , عن أبي عُمَر.
قال الطَّبَرِيُّ: مَعْقِل بن سنان بن مُظَهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بَكْر بن أشجع , شَهِد الفتح وبقى إلى يوم الحرة.