للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الأزرق المعدل , حَدَّثَنا مُحمَّد بن موسى بن عيسى الحَضْرَمِيّ , حَدَّثَنا أبو مُحمَّد وفاء بن سُهَيْل بن عبد الرَّحْمن الكندي سنة ثلاث وستين ومائتين , حَدَّثَنا إِسْحَاق بن الفرات , حَدَّثَنا ابن لَهِيعَة , عَن الأَسْود بن مَالِك الحميري , عن بحير بن ذاخر المَعَافِريّ قال: ركبت أنا ووالدي إلى صلاة الجمعة وذلك آخر الشتاء بعد حميم النَّصَاري بأيام يسيرة , فأطلنا الركوع , إذ أقبل رجال بأيديهم السياط , يؤخرون النَّاس , فقلت: يا أبه من هؤلاء؟ فقال: يا بني هؤلاء الشرط , وأقام المؤذنون الصَّلاَة , فقام عَمْرو بن العاص على المنبر , فرأيت رجلا قصير القامة , أدعج أبلج , عليه ثياب موشية , كأن بها العقبان تلق عليه , وعليه عمامة وجبة , فحمد الله وأثنى عليه , حمدا موجزا وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ووعظ النَّاس فأمرهم ونهاهم فسمعته يحض على الزكاة وصلة الرحم ويأمر بالاقتصاد وينهى عن الفضول وكثرة العيال وقال في ذلك: يا معشر النَّاس إياي وخلالا أربعا , فإنها تدعوا إلى النصب بعد الراحة , وإلى الضيق بعد السعة , وإلى المذلة بعد العزة، إياي وكثرة العيال وإخفاض الحال وتضييع العيال والقيل بعد القال، في غير درك ولا نوال، ثم إنه لا بد إلى فراغ يؤول المرء إليه في توديع جسمه والتدبير لشأنه وتخليته بين نفسه وبين شهواتها فمن صار ذلك فليأخذ بالقصد والنصيب الأقل ولا يضيع المرء في فراغه نصيب نفسه من العلم فيكون من الخير عاطلا , وعن حلال الله وحرامه عادلا يا معشر النَّاس إنه قد تدلت الجوزاء وركبت الشُّعَراء وقلعت السماء وارتفع الوباء وطاب المرعى ووضعت الحوامل ودرجت السمائم

<<  <  ج: ص:  >  >>