للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن عباس: ﴿يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ﴾ أجرين، وفي رواية ضعفين، وبه قال مجاهد. (١)

وفي هذا دلالة على تفضيل العمل، ومضاعفة أجره، لفضل العامل فهذه الأمة خير الأمم كما قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾. (٢) ولهذا أعطاهم الله الأجر على العمل القليل ما لم يعط غيرهم على العمل الكثير.

فعن عبد الله بن عمر عن النبي أنه قال: «مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا: ما لنا أكثر عملاً وأقل عطاء، قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال فذلك فضلي أوتيه من أشاء». (٣)

قال ابن حجر: «وفي الحديث تفضيل هذه الأمة وتوفير أجرها مع قلة عملها». (٤)

ومن الأدلة لهذه المسألة من السنة ما أخرج الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري قال قال النبي : «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ حد أحدهم ولا نصيفه». (٥)


(١) انظر تفسير الطبري (١١/ ٦٩٣، ٦٩٤).
(٢) سورة آل عمران (١١٠).
(٣) أخرجه البخاري الصحيح مع الفتح (٤/ ٤٤٥) ح (٢٢٦٨) وانظره بالأرقام (٢٢٦٩) (٣٤٥٩) (٥٠٢١) (٧٤٦٧) (٧٥٣٣).
(٤) فتح الباري (٤/ ٤٤٩).
(٥) صحيح البخاري مع الفتح (٧/ ٢١) ح (٣٦٧٣) وصحيح مسلم (٤/ ١٩٦٧) ح (٢٥٤٠).

<<  <   >  >>