للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يشرع في يوم عاشوراء إظهار شيء من شعائر الفرح، كالاكتحال والاختضاب، وتوسيع النفقة على العيال، مما أحدثه النواصب، ولا شيئ من مظاهر الحزن من شق الجيوب، ولطم الخدود، والنياحة، والبكاء، مما أحدثه الرافضة.

قال شيخ الإسلام في وصف حال الطائفتين: «فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسما كمواسم الأعياد والأفراح، وأولئك يتخذونه مأتما يقيمون فيه الأحزان والأتراح وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة». (١)

وقال : «ولم يسن رسول الله ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئا من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح، ولكنه لما قدم المدينة وجد اليهود تصوم عاشوراء فقال: «ما هذا»؟ فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى من الغرق فنحن نصومه. فقال: «نحن أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه». (٢)

٣ - الأيام البيض من كل شهر:

وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر.

وقد وردت الأحاديث بمشروعية صيامها، وأنها تعدل صيام الشهر.

عن قتادة بن ملحان قال: كان رسول الله يأمرنا بصيام أيام البيض، ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، قال: وقال: «هو كهيئة الدهر». (٣)

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله : «إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم


(١) مجموع الفتاوى (٢٥/ ٣١٠).
(٢) المصدر نفسه (٢٥/ ٣١٠).
(٣) أخرجه أبو داود (٢/ ٨٢١) ح: (٢٤٤٩)، والنسائي (٤/ ١٩٤)، وقد حسن الحديث الألباني في صحيح الترغيب (ص: ٥٠٥) ح: (١٠٢٥).

<<  <   >  >>