للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمنهم من رجح الكثرة، وهو الظاهر من مذهب أحمد كما نقله ابن رجب سابقا.

ومنهم من رجح حسن العمل في نفسه وإن قل، ونقله ابن رجب عن شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض صور المسألة على ماتقدم.

وهذا القول هو الراجح إن شاء الله، وهو قول جمهور أهل العلم من السلف والخلف حكى ذلك عنهم بعض المحققين في صورة التلاوة.

قال النووي: «واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع، قالوا: وقراءة جزء بترتيل، أفضل من قراءة جزئين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل». (١)

وقال ابن الجزري في (النشر): «وقد اختلف في الأفضل هل الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة .. والصحيح بل الصواب، ما عليه معظم السلف والخلف، وهو أن الترتيل مع قلة القراءة أفضل». (٢)

وقال المناوي: «ولو تعارض الإسراع والترتيل روعي الترتيل عند الجمهور». (٣)

وترجيح هذا القول من عدة أوجه:

الأول: أنه هو الذي تعضده ظواهر النصوص كما في قوله تعالى: ﴿الَذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (٤).

ففي الآية الترغيب في تحسين العمل، لا في كثرته ولذا قال محمد بن عجلان في تفسير الآية: «لم يقل أكثر عملا» (٥)


(١) المجموع (٢/ ١٨٨).
(٢) النشر في القراءات العشر (١/ ١٦٥).
(٣) فيض القدير (٢/ ٦١).
(٤) سورة الملك: من الآية ٢
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره (٨/ ١٧٦).

<<  <   >  >>