٢٢ - انقسام الأحوال المؤثرة في تفاضل الأعمال إلى قسمين:
أ/ عامة وهي متعلقة بعامة الناس في عصر من العصور، أو مصر من الأمصار، كحال فساد الناس وظهور الفتن، وأحوال غفلة الناس، والأحوال التي تشتد فيها حاجة المسلمين إلى بعض الأعمال الخاصة فتفضل بهذا الاعتبار.
ب/ خاصة وهي التي تتعلق ببعض الأفراد دون بعض، كالأحوال التي تَضْعُفُ فيها دواعي الاستقامة وتقوى أسباب المخالفة في حق العامل، وكحال قدرة العامل على عمل دون غيره، فيفضل المقدور عليه بهذا الاعتبار.
٢٣ - عظمة التشريع في هذا الدين حيث تنوعت فيه الأعمال الصالحة، وتعددت أسباب الفضل، لتتماشى مع فطر الناس وقدراتهم وأحوالهم، فيُسهم كل فردٍ من المسلمين بما يقدر عليه في بدنه، ويكون أنفع له في دينه، فسبحان الحكيم العليم ما أعظم إحسانه لخلقه ولطفه بهم.
وبه ختام هذا البحث فلله الحمد على ما يسّر من جمع مادته وصياغته، واستنباط أحكامه ومسائله. حتى جاء بهذه الصورة، فما كان فيه من إصابة وهدى فمن الله وحده، وما كان فيه من خطأ وزلل فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان. فاللهم تقبله مني واجبر تقصيري فيه، واجعله خالصًا لوجهك الكريم مقربًا لمرضاتك. ثم الدعاء موصول لكل من وقف من طلاب العلم فيه على خطأ فنبهني له، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.