للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن حجر: «قوله: عليكم بما تطيقون. أي: اشتغلوا من الأعمال بما تستطيعون المداومة عليه». (١)

وقد دلت أقوال السلف على تقرير هذا المعنى، كما كان عليه هديهم في عبادتهم لربهم لما علموا في ذلك من الفضل وحصول رضا الرب ﷿.

جاء في رواية مسلم من حديث عائشة السابق في خبر مجيء الصحابة للإقتداء بالرسول في صلاتهم، قول الراوي بعد ذكر الحديث: «وكان آل محمد إذا عملوا عملا أثبتوه». (٢)

وفي صحيح مسلم قال القاسم بن محمد: «وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته». (٣)

وعن الحسن البصري أنه كان يقول: «يا قوم المداومة، المداومة فإن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت». (٤)

وكان يقول: «إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداوما على طاعة الله ﷿ فبغاك، وبغاك، فإذا رآك مداوما ملَّك ورفضك، وإذا رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك». (٥)

كما دلت على تقرير هذه المسألة وتأصيلها أقوال أهل العلم والتحقيق من شراح الحديث وغيرهم.

قال ابن حبان في معنى قول النبي : «ياعبد الله لاتكن مثال فلان كان


(١) فتح الباري لابن حجر (١/ ١٠٢).
(٢) تقدم تخريجه في الصفحة السابقة، ولعل هذا القول من قول عائشة أو أحد رواة الحديث.
(٣) صحيح مسلم (١/ ٥٤١).
(٤) ذكره ابن رجب في المحجة في سير الدلجة (ص: ٧١).
(٥) المصدر السابق (ص: ٤٦).

<<  <   >  >>