للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كصيام الأيام البيض، وركعتي الفجر، والوتر، وقيام الليل.

قال ابن عباس : «كان رسول الله لا يفطر أيام البيض في سفر ولا حضر». (١)

وقال ابن القيم : «وكان تعاهده ومحافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل، ولذلك لم يكن يدعها هي والوتر سفرا وحضرا، وكان في السفر يواضب على سنة الفجر والوتر أشد من جميع النوافل دون سائر السنن، ولم ينقل عنه في السفر أنه صلى سنة راتبة غيرهما، ولذلك كان ابن عمر لا يزيد على ركعتين ويقول: سافرت مع رسول الله ومع أبي بكر وعمر فكانوا لا يزيدون على ركعتين». (٢)

وقال ابن القيم أيضا: «لم يكن يدع قيام الليل حضرا ولا سفرا، وكان إذا غلبه نوم أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة». (٣)

فالسنة هي التزام هذه الأعمال في السفر والحضر، كما كان النبي يفعل، وعدم التزام ما لم يلتزمه النبي في السفر من الأعمال، وبهذا تتحقق السنة الكاملة، في الفعل والترك، وهذا أكمل الهدى وأفضله.

المرتبة الثانية: ما كان النبي يلتزمه من الأعمال ويداوم عليه في الحضر دون السفر، ومن ذلك محافظته على السنن الرواتب في الحضر دائما.

قال ابن القيم: «كان يحافظ على عشر (٤) ركعات في الحضر دائما وهي التي قال فيها ابن عمر: «حفظت من النبي عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته،


(١) أخرجه النسائي (٤/ ١٦٨).
(٢) زاد المعاد (١/ ٣١٥).
(٣) زاد المعاد (١/ ٣٢٤).
(٤) هذا العدد بحسب حديث ابن عمر رضي عنهما، وفي حديث عائشة الذي أخرجه مسلم (٢/ ٥٠٤) ح (٧٣٠) ذكرت اثنتي عشرة ركعة، والخلاف في سنة الظهر القبلية هل هي أربع أم اثنتان.

<<  <   >  >>