للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي الصحيحين من حديث عائشة قالت: «دخل عليَّ رسول الله وعندي امرأة فقال: من هذه؟ فقلت امرأة لا تنام تُصَلَّيِ قال: «عليكم من العمل ما تطيقون فو الله لا يملُّ الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه». (١)

وعن أبي هريرة أن النبي قال: «إن الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة». (٢)

وعن أبي بريدة أن النبي رأى رجلاً يصلي في المسجد، يكثر الركوع والسجود، فقال النبي : «أتراه يرائي» فقلت: الله ورسوله أعلم فجمع بين يديه فجعل يصوبهما ويرفعها ويقول: «عليكم هدياً قاصداً، عليكم هدياً قاصداً، عليكم هديا قاصداً، فإنه من يشادّ هذا الدين يغلبه». (٣)

وعن أنس بن مالك قال دخل النبي المسجد، وحبل ممدود بين ساريتين، فقال: «ما هذا؟» قالوا: لزينب تصلي فإذا كسلت أو فترت أمسكت به فقال: «حلُّوه. ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر قعد». (٤)

فتضمنت هذه الأحاديث، الأمر بلزوم الاقتصاد في العمل، والنهي عن التشديد، والتعنت في العبادة. وفي هذا دلالة ظاهرة على أن العمل على وجه السداد والتيسير، أفضل من العمل على وجه التكلف والتعسير، فإنه لا يمكن للنبي مع كمال


(١) أخرجه البخاري الصحيح مع الفتح ٣/ ٣٦ ح (١١٥١) ومسلم واللفظ له ١/ ٥٤٢ ح (٧٨٥).
(٢) أخرجه البخاري الصحيح مع الفتح ١/ ٩٣ ح (٣٩).
(٣) أخرجه أحمد ٣٨/ ٦١ ح (٢٢٩٦٣) والحاكم في المستدرك ١/ ٤٧٥ وصححه ووافقه الذهبي.
(٤) أخرجه البخاري الصحيح مع الفتح ٣/ ٣٦ ح: (١١٥٠) ومسلم ١/ ٥٤١ ح (٧٨٤).

<<  <   >  >>