للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العبادة، الآثارُ عن السلف .

فعن كعب الأحبار قال: «إن هذا الدين متين، فلا تبغض إليك دين الله، وأوغل برفق، فإن المنبت لم يقطع بُعْداً، ولم يستبق ظهراً، واعمل عمل المرء الذي يرى أنه لا يموت اليوم، واحذر حذر المرء الذي يرى أنه يموت غداً». (١)

وعن عمر بن إسحاق (٢) قال: «أدركت من أصحاب رسول الله أكثر ممن سبقني منهم، فما رأيت قوماً أيسر سيرة منهم، ولا أقل تشديداً منهم». (٣)

وعن الحسن البصري قال: «دين الله وُضع، فوق التقصير، ودون الغلو». (٤)

وعن يحيى بن جعده (٥) قال: «كان يقال: اعمل وأنت مشفق، ودع العمل وأنت تحبه، عمل دائم وإن قل، خير من عمل كثير منقطع». (٦)

وعن مطرف بن الشخير أنه قال لابن له قد اجتهد في العبادة: «خذ الأمور أوسطها، الحسنة بين السيئتين وشر السير الحقحقة». (٧)

قال أبو عبيد في شرح قول مطرف: «يعني أن الغلو في العبادة سيئة، والتقصير سيئة، والاقتصاد بينهما حسنة» قال: «والحقحقة: أن يلح في شدة السير، حتى تقوم عليه راحلته أو تعطب، فيبقى منقطعاً به» (٨)


(١) ذكره الشاطبي في الاعتصام ١/ ٣٠٥.
(٢) عمر ابن إسحاق المدني، مولى زائدة، حجازي مقبول، مات بعد المائة، انظر تقريب التهذيب ص ٤١٠.
(٣) ذكره الشاطبي في الاعتصام ١/ ٣٠٥.
(٤) المصدر نفسه ١/ ٣٠٦.
(٥) يحيى بن جعده بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي قال ابن حجر ثقة من الثالثة تقريب التهذيب ص ٥٨٨.
(٦) ذكره الشاطبي في الاعتصام ص ١/ ٣٠٥.
(٧) أخرجه الطبري في التفسير ٩/ ٤١٢ وأبو نعيم في الحلية ٢٠٩ والبغوي في شرح السنة ٢/ ٤٧١.
(٨) غريب الحديث ٤/ ٣٨٨.

<<  <   >  >>