ومن سخفه: أنه كان إذا تحاكمت إليه امرأة وزوجها ينصر المرأة، ويفحش في مخاطباتها: حتى قال لامرأة مرة اكشفي وجهك، فاستترت فقال لوالدها: يا مُمَّغ مثل هذه تزوجها بهذا المهر، والله إن مبيتها ليلة واحدة يساوي أكثر منه.
وكان يعاقب بالضرب الشديد والعزيز العنيف، فكان العامة يبغضونه، فلما كان في سلطنة الناصر أحمد، هجم عليه جماعة من المطبخ السلطاني، كان أساء لبعضهم، وحكم على بعضهم، فأقاموه من بين رفقته، وخرقوا عمامته في عنقه، ومزقوا ثيابه، وتناولوه بالنِّعال، حتى أدركه بعض الأمراء وهو يستغيث، فاستنقذه منهم، وقبض على بعضهم فعاقبه، وشيع الغوري إلى منزله بالصالحية، فاقتحم العوام عليه بيته فنهبوه، وكان واقعة شنيعة. ثم اقتضى رأي أهل الدولة أن أخرجوه من القاهرة فشيعوه على أقبح صورة.
وكان سبب تسليط العامة عليه، أنه أفتى بقتل سلطان ذلك الوقت، وقيل: إنه دس عليه ذلك.
ومما حكى عنه: أنه مر برجل وهو راكب وفي يد الرجل فروجان وقد جعل أرجلهما بيده، ورؤوسهما منكسة. فلما رآه وقف، وطلب الرسل فأخذوا
الرجل، وأحضروه إلى الصالحية، فقال له: كيف يحل لك تأخذ حيواناً تجعل رجليه في يدك، ورأسه إلى أسفل! اصلبوا هذا حتى يعرف أن كان هذا الفضل يضر، فحصلت فيه شفاعة، فاختصر أمره على أن أحضره وضربه ضرباً مؤلماً.
وهو أول من أمر من القضاة أن يكتب في المسطور أربعة من الشهود، وأن يكتبوا سكن المدين وذلك في.. وعاش بعد ذلك إلي وله ولد كان يسمى ...
الحسن بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن بد الملك بن أبي الشوارب. ولي القضاء بعد والده ثم صرف، وقرر أخوه على ابن محمد. وكانت وفاة والدهما في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ثم صرفه المطيع سنة خمس وخمسين، وقرر في القضاء عُبَيد الله بن نائل أخوه علي.