للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولد سنة ثمان وستين وسبعمائة، وحفظ القرآن وهو صغير. وحفظ كتباً كثيرة منها الكنز وبعض المنظومة في فقه الحنفية، ومختصر ابن الحاجب الأصلي والمشارق القاضي عياض.

وكان سريع الحفظ، مفرط الذكاء، فعنى به أبوه وأعانه هو بنفسه، وأكب على الاشتغال إلى أن فاق الأقران. واشتهر بمعرفة الفقه حفظاً وتذييلاً للوقائع، واستحضار للخلاف.

سمعت والده يقدمه على نفسه في الفقه. وولي عدة وظائف ببلاده، وقدم القاهرة مراراً. وسمع الحديث على أبي الخير ابن الحافظ صلاح الدين العلائي، وعلى غيره. وحدث عنه بالسماع والإجازة مراراً.

وولي مشيخة المؤيدية بالقاهرة عوضاً عن أبيه، وباشرها، وانتفع به الناس في الفتاوي، والمواعيد والإشْغال، مع طلاقة اللسان، وحسن الوجه، وكثرة البشر، ولين الجانب، وفرط التواضع، مع الوقار والمهابة، والديانة والصيانة.

وولي القضاء بعد صرف القاضي بدر الدين العيني في أول سنة اثنتين وأربعين. فباشر بمهابة وصرامة وعفة. وأحبه الناس، ولا سيما أنه شرط على نفسه أن يبطل استبدال الأوقاف. فدام ذلك إلى مضى ثالث سنة من ولايته وحصل لأوقاف من ذلك رفق كثير. وعمرت أوقاف الحنفية في ولايته، وكثر مُتحصَّلها، بعد أن كان تلاشى أمرُها، بكثرة ما بيع منها أنقاضاً واستبدالاً بالذهب أو الفضة.

وللقاضي سعد الدين نظم كثير سمعت من لفظه في المذاكرة منه كثيراً.

سعيد بن ربيعة بن حُبيش بن عرفطة بن نضله بن ربيعة بن مالك الصدفي، من المائة الثانية. كان منقطعاً إلى الوليد بن رفاعة أمير مصر. فلما مات

<<  <   >  >>