للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سبعين

وأربعمائة. فسمع من أبي إسحاق الحبال، والخِلَعِي، وأبي عثمان ابن ورقا، وغيرهم. وأجاز له الخطيب البغدادي وغيره.

وقال ابن ميسر: كان من وُجُوه عُدول مصر وعلمائها. أخذ عنه مجلي بن جميع صاحب الدخائر وغيره. وروي عنه السلفي الحديث، وقال فِي حقه: كان أفقه الفقهاء بمصر في وقته، وقرأ عليه أكثرهم، ومات في آخر جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. وقيل في سنة ثمان.

سليمان بن خالد بن نعيم بن مُقَدَّم بن محمد بن حسن بن غانم بن محمد بن علي الطائي البساطي، علم الدين المالكي، من المائة الثامنة. والبساطي نسبة إلى بساط، بليدة بالغريبة، يقال لها بساط قروض من عمل السمنودية. وسماها ياقوت في المشترك بَسْوط، وبواو بدل الألف مع فتح أولها. ولم يكن أصله منها. وإنما نزلوها، وهم من شبرا بسيون، بالقرب من النحرارية، ولجدهم بها زاوية. ومات خالد وسليمان صغير. فنشأ في حجر عمه عثمان بن نعيم. واشتغل كثيراً حتى مهر واشتهر بمعرفة المذهب، وشارك في الفنون.

قرأت بخط البشبيشي: كان يقرر الألفية تقريراً حسناً، ونشأ كثير التقشف مطَّرحاً للتكلف، كثير الإطعام لم يرد عليه.

ولم يزل على طريقته، حتى ناب في الحكم عن البرهان الإِخنائي. ثم عن ولده البدر، ثم تنافرا.

وكان يقضي وهو نائب بجامع الصالح، ويشغل الناس، ويقرر لهم أحسن تقرير.

ثم ولي القضاء بعد صرف بدر الدين الإخنائي، بعناية الأمير قرطاي القائم بدولة المنصور على بن الأشرف، في سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة فباشر بمهابة وعفة وصيانة، وأكثر من استنابة من لم يكن له قبل ذلك نباهة. وقصد بذلك تأليف خواطرهم لتصير له عصبة، يقابل بها البدر الذي تلقى عنه فاستمر في القضاء ثمانين يوماً، ثم صرف في صفر سنة تسع وسبعين وسبعمائة، فأعيد البدر واستمر إلى ثالث عشر شهر رجب منها، فصرف،

<<  <   >  >>