فكتب إلى عامل مصر حينئذ ومدبر أمرها وهو أبو الحسن محمد بن عبد الوهاب يخبره بصرف أبي عبيد، وأن القضاء فوض لابن مكرم، وصحبته كتاب ابن مكرم إلى أربعة من أهل مصر، منهم أبو جعفر الطحاوي، أن يختاروا منهم رجلاً يتسلم القضاء من أبي عبيد، ويحكم نيابة عن ابن مكرم. فأرسل العامل إلى الطحاوي، فناوله الكتاب، فاشتهر أمر الكتاب حتى بلغ أبا عبيد، فأمسك عن الحكم. واجتمع القوم عند علان بن سليمان فتشاوروا فناب عنه أبو الذكر محمد بن يحيى بن مهدي مائة يوم ثم استنيب عنه أبو محمد إبراهيم بن محمد الكريزي وعُزل صاحب الترجمة عن بغداد في العشر الآخر من ربيع الأول سنة ثلاث عشرة ثلاثمائة وكانت ولايته في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
عبد الله بن أحمد بن ربعية بن سليمان بن خالد بن عبد الرحمن بن زَبْر بن عطارد بن عمور بن حجر بن منقذ بن أسامة بن الجعيد بن صبرة بن الدِّيل ابن شَن بن أفْصَى بن عبد القيس، أبو محمد بن زَبْر شافعي من المائة الرابعة.
ولد سنة ست وخمسين ومائتين، وروى عن أحمد بن عبيد بن ناصح، ومحمد ابن سليمان المقرئ، ومحمد بن يونس الكُدَيْمي، وعبد الرحمن بن محمد الألُهَاني وأحمد بن عبد لله بن زكريا الإيادي، وعباد بن الوليد الغَنَوي، وأحمد بن منصور الزِّيَادي، وسعدان بن نصر المروزي، والعباس الدوري، وأحمد بن محمد بن يحيى ابن سعيد القطان، والخضر بن أبان، وإبراهيم بن هانئ وغيرهم.
روى عنه أبو العباس عبد الله بن موسى وابن شاهين، والدارقطني وآخرون.
قال الخطيب: قدم بغداد وحدث بها، وكان غير ثقة. حدثني الصوري: قال سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: سمعت الدارقطني يقول: دخلت على أبي محمد بن زبر وأنا إذ ذاكم حدث، وبين يديه كاتب له، هو يملي عليه الحديث من جزء، والمتن من جزء آخر، فظن أني لا انتبه لذلك. قال: وقال لي عبد الغني: كنت