وكان يجلس كل يوم في المسجد ما عدا يوم الجمعة. وكان تكين يشدُّ منه ويقوِّي أمره وبلغه أن جماعة وقعوا في، ومالوا إلى أبي عثمان فتهددهم وحبس منهم كبيراً فيهم، وهو عبد الله بن سهل بن بريحة صاحب المسجد، وكان من جلساء أبي الذكر.
واتفق ضعف تكين أمير مصر، فخاف ابن زَبْر على نفسه من الرعية، فاستأذنه من أن يسافر ويستخلف ابنه محمدا على مصر، فامتنع. فركب ابن زبر إلى أبي هاشم المقدسي وسأله أن ينظر بين الناس ففعل، فسلم له الديوان، وسافر إلى دمشق فمات تكين بعد أن سار، فحصل لأبي هاشم ما كان ابن زبر يتوقعه نفسه، فباشر اقل من سنة.
ثم أعيد ابن زبر إلى قضاء مصر في شعبان سنة أربع وعشرين، نيابة عن محمد بن الحسن بن أبي الشوارب قاضي بغداد، فوصل كتابه إلى علي بن احمد بن اسحق ويحيى بن الحسن بنعلي بن الأشعث، فاستأذنا الإخشيد فأذن لهما فتسلما الديوان من محمد بن بدر، وذلك لخمس بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، فنظر بين الناس شهرين، فتحرك أبو عبد الله الحسين بن أبي زرعة في قضاء مصر، وكان قاضي دمشق، فقدم مصر في تلك الأيام، فسعى عند الإخشيد حتى أسعفه ومنع نائبي ابن زبر من النظر، وفوض الإخشيد القضاء لابن أبي زرعة، فأقام أبن الحداد يقضي الأحكام نيابة عنه.
ثم ورد عهده من قبل ابن أبي الشوارب، فباشر إلى أن وصل عبد الله بن زبر غل مصر، فانتصب للحديث، ولم يدخل في تلك مصر في تلك الولاية، وسعى سراً عند الإخشيد، حتى ظفر بكتاب كان ابن أبي الشوارب كتبه لعبد الله بن أحمد بن وليد أن ينوب عنه، فلم يجبه إلى ذلك، فاتفق أن وقع بين ابن وليد والقاضي، فأرسل ابن وليد الكتاب إلى ابن زبر، فقال له: خذ هذا الكتاب، فأنت عبد الله بن أحمد، وأنا عبد الله بن أحمد، وقد رددت إليك مالي فيه، ففرح. ودخل به الإخشيد فأمضاه.
واستقر ابن زبر في القضاء ولايته الرابعة، فباشر كعادته، وطالب سليمان بن رستم بوصية عفان البزاز، وبعرض الأحباس.
ووقع في محمد بن بدر وسماه العلج، وقال: عزمت على بيعه، فقد ثبت عندي أن أباه مات في الرق، فخاف منه فركب إليه وداراه، وأهدى إليه.