للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القاضي عَزْل علي بن عيسى والقبض عليه. قال: ما السبب. قال: رقعة رفعت، أن رجلاً صالحاً رأى رؤيا كذا.. فذكر ما في القصة، فقرئت على المقتدر فقال: هذه الرؤيا صحيحة. يصرف علي بن عيسى ويقبض عليه. فقام ابن زَبْر فركب. فما جاء آخر النهار، حتى وافى ومعه عهد بقضاء مصر ودمشق.

وكان عارفاً بأخذ الدراهم والدنانير والهدايا. وكان مع ذلك لا يقبض درهماً ولا يضم هدية حتى يقضي حاجة صاحبها.

ولقيه رجل فقال: أنا ضعيف ولي زوجة، وعلي يمين بالطلاق منها أن لا تخرج إلى الطريق، وقد علَّموها أن تطالبني عندك. فقال: أين منزلك؟ فقال في ذاك الزقاق. فقال: سِرْ بين يدي. فدخل بين يده فأشرفت المرأة وهي في منزلها. فقال لها: ما الذي تطلبين منه؟ فقالت: النفقة. ففرض لها وهو راكب على بغلته، وقال لها: إنك إن خرجت بغير إذني لم أحنثه.

قال ابن زولاق: قال لي يحيى بن مكي بن رجاء: لو كان ابن زَبْر عادلاً ما عدلت به قاضياً. قال: وسأله الطحاوي عن مسألة فلم يجب فيها جواباً شافياً. فعاوده فقال لي ابنه: إنَّ اليخ يتقي هذا القاضي لِبادِرَته.

وطولب الطحاوي بشهادة عنده على حكم محمد بن عبده، فركب إليه فشهد عنده. فلما أدى شهادته، قال له: حديث كنت كتبته عن رجل عنك منذ ثلاثين سنة، فحدثه به.

ولقيه جماعة من خصومة عند جرب العلم. فأمر بفرش الغاشية. وجلس فنظر في أمرهم.

ولم يزل في ولايته هذه إلى يوم الجمعة لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وثلاثمائة، فصرف بهارون بن إبراهيم بن حماد، فورد كتابه على أخيه أبي عثمان، فباشر إلى العشر الأخير من ربيع الآخر سنة عشرين وثلاثمائة. فصرف وأعيد ابن زبر. فورد كتابه على ابن الحداد والعسكري، فسأله تكين أمير مصر أن يتسلّم له، ووافي ابن زَبْر مصرَ يوم الأحد لإحدى عشرة بقيت من جمادى الآخرة. فقرئ عهده بالمسجد الجامع على المنبر.

<<  <   >  >>