فِي الحكم عن محمد بن النعمان القيرواني، قاضي مصر فِي أيام العزيز، لما مرض القاضي وعجز عن الركوب. فلما كبر سنه وعجز عن الحركة، استخلف الحسين بن محمد بن ظاهر بن نقيب الأشراف كما تقدم فِي ترجمته.
علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي البصري، يقال إن عبد الملك كنيته أبو الشوارب، وَلَيْسَ أبو الشوارب أباه. ولي القضاء بعد أخيه الحسن فِي إحدى وستين فِي خلافة المهتدي.
قال ابن الجوزي فِي المنتظم: جمع لإِسماعيل بن إسحاق القضاء عَلَى الجانب الغربي والجانب الشرقي، ثُمَّ جمعت لَهُ بغاد بأسرها، وَكَانَ هو المقدم عَلَى جميع القضاة ومع ذَلِكَ لَمْ يقلّد قضاء القضاة حَتَّى توفي علي بن أبي الشوارب قاضي القضاة. وَكَانَ من الخيار.
سمع الحديث من أبي الوليد الطيالسي، وأبي عمر الحوضي، وغيرهما.
روى عنه أبو محمد بن صاعد، وأبو بكر النّجاد، وأبو الحسين بن قانع وآخرون.
قال الخطيب: حدثنا علي بن المحسّن، حدثنا طلحة بن محمد قال: لما مات إسماعيل بن إسحاق، أقامت بغداد بغير قاض ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوماً، ثُمَّ وليه علي بن محمد بن أبي الشوارب. مضافاً إِلَى مَا بيده من قضاء القضاة بِسَامَرَّاء.
وقيل: تولى القضاء مكان أخيه الحسن، تقلد قضاء القضاة، ومكث يدعى بذلك حَتَّى مات.
وهو رجل صالح ثقة أمين، عَلَى طريقة السلف، حمل الناس عنه حديثاً كثيراً. ومات فِي شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين.