وقال سعيد بن عُفَيْر: جعل المفضل صاحب مسائل يبحث لَهُ عن أحوال الشهود وَكَانَ كاتبه فُلَيح بن سليمان الرُّعَيْني فيقال: إنه كَانَ يرتشي من أقوام ليذكرهم بالعدالة لكونه رسم لذلك قال: فشكى الناس من كاتب المفضل ومن أمرائه ومن ولده.
وقال محمد بن رُمْح: كَانَ بيني وبين جار لي مشاجَرة فِي حائط فقالت لي أمّي: امضِ إِلَى القاضي المفضل بن فضالة ليأتي فينظر فِيهِ. فأخبرت المفضل فأتى العصر فدخل دارنا فنظر إلى الحائط ثُمَّ دخل إِلَى دار جارنا فنظر إِلَيْهِ فقال: الحائط لجاركم. وانصرف.
وذكر أبو عُبَيد الله محمد بن الربيع الجيزي فِي كتابه أخبار قضاة مصر عن فضالة ابن المفضل بن فضالة عن أبيه قال: كتبت إِلَى مالك فِي حُبس عمير بن أبي مدرِك الخولاني أسأله عنه وكتبت لَهُ نسخته حرفاً بحرف، وكتبت لَهُ إن الذين طلبوا إثبات الحٌبس هم من ولد البنين الذين كانوا أجازوا قضاء أبيهم فِيهِ واحتجوا بأن خير بن نعيم كتب لهم بإجازة الحُبس للآخر فالآخر من ولد البنين وأن القضاة قبلي لَمْ يقضوا لنساء البنين ولا لغيرهم فِيهِ بميراث. واحتجّ مَن طلب أن يكون ميراثاً بأن جدهم لَمْ يصرفه بعد انقراضهم إِلَى شيء من وجوه الأحباس. فكتب إليَّ: قَدْ نظرت فِي حبس ابن أبي مدرك وفيما احتج من أراد رده ميراثاً، فوجدت فِي كتاب ابن أبي مدرك الَّذِي جاء بن بنوه وأقروا بِهِ وأنفذوه: أن كل دار هي لَهُ حبس عَلَى بنيه، وثلث فضل خراجها بعد مسكن بنيه. فِي سبيل الله. قال: والطاحونة مثل ذلك.