وتاريخ الأدب، ولا يتكلم بما فيه؟ إن هذا لعجز وتقصير. فلما طلع سريره قام ثلاثة منهم، فقال الأول:
الآن مات نظام الفهم واللسّنِ ... ومن به كان يُسْتَعْدَى على الزمنِ
وَأَظْلَمَتْ سبل الآداب إذْ حُجِبَتْ ... شمس المكارم في غَيْم من الكَفَن
وقال الثاني:
ترك المنَابِرَ والسريرَ تواضعاً ... وله منابُر لو يَشَا وسريرُ
ولغيره يُجبَى الخراجُ وإنما ... تُجْبي إليه مَحَامدٌ وأُجورُ
وقال الثالث:
وليس نسيم المسك ريح حَنْوطه ... ولكنه ذاك الثناءُ المخلَّفُ
وليس صَرير النعش ما تسمعونه ... ولكنه أصلابُ قوم تقصفُ
وقال الصّولي: حدثنا المغيرة بن محمد المهلَّبي، قال: مات أبو الوليد محمد ابن أحمد ابن أبي دُوَاد هو وأبوه منكوبين، مات الابن في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين، ومات الأب لتسع بقين من المحرم سنة أربعين ومائتين.
أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحريري. ذكر ابن زولاق أنه ولي قضاء القضاة ببغداد، عوضاً عن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وأ ضيف إليه قضاء الشام ومصر فانعزل بعزل ابن أي الشوارب نوابه ومنهم قاضي مصر. فكتب الحريري إلى الحسين بن عيسى بن هَرَوان الرَّملي، بقضاء مصر. فقبل
الحسين ذلك، وأرسل إلى محمد بن بدر بأن يتسلم العلم من ابن أخت وليد نائبه بمصر، ويصرف عبد الله بن أحمد بن أخت وليد.