أحمد بن عبد الله بن مُسلم بن قُتْيَبة بن مسلم الدِّيَنَوَرِيّ، أبو جعفر ابن أبي محمد ولد ببغداد وسمع من أبيه، وحفظ تصانيفه كلها. روى عنه أبو الفتح المراغي النحوي، وعبد الرحمن بن إسحاق الزَّجَّاجي، وأحمد بن محمد بن الحسن بن الغريب، وأبو الحسين المهلبي وآخرون. وولي قضاء مصر خليفة لمحمد بن الحسن بن أبي الشوارب.
وكان ابن أبي الشوارب أرسل إلى أبي بكر بن الحداد لينوب عنه. وكان المَاذَرَائي منحرفاً يومئذ عنه، فلم يمض أمره. فاستخلف ابن أبي الشوارب أبا جعفر بن قتيبة. وكان دخوله إلى مصر في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. وركب إلى الجامع في السَّواد، فثار عليه العامة، فرجموه ومزقوا سواده. ثم ركب بعد ذلك في جماعة من أهل العلم، فحكم بين الناس. واستكتب ابنه عبد الواحد وتولى محمد بن بدر القيام بأمره. فاكترى له داراً سكنها، ودخل عليه أصحاب الحديث يسألونه أن يحدثهم، فقال: ما معي إلا كتب أبي، وأنا أحفظها. فإن شئتم سردتها عليكم. وكان يحفظها كما يحفظ السورة من القرآن.
ويقال: إن والده حفَّظها له في اللوح، وهي واحد وعشرون كتاباً، وهي مُشكل القرآن، ومعاني القرآن، وغريب الحديث، واختلاف الحديث، وعيون الأخبار، والمعارف، والتعبير والأشربة، والأنواء، وطبقات الشعراءِ، وكتاب العرب والعجم، وإصلاح اللفظ، وأدب الكاتب، ومعاني الشعر، والأبنية، والقراءات، والمسائل في النحو، وكتاب في الفقه.
فلما عرف الناس ذلك قصدوه، وصار مجلسه غاصاً بفنون الناس، ممن يطلب العلوم والآداب، وقصده أبو جعفر بن النحاس، وأحمد بن محمد بن ولاد، وأبو عاصم المظفر بن أحمد، ووجوه البلد.
قال ابن زولاق: وكان أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري، يعني صاحب