وصنَّف مختصراً في الفقه، وأخر في أصول الدين. وصار كثير التبرم بالوظيفة. فاتفق أن حصل للأشرف مرض، فعالجه الأطباء، فما أفاد. فلازمه الجلال جار الله فاتفق أن شفي على يده. فكشر له ذلك، ووعده بتولية القضاء. فبلغ ذلك شرف الدين فعزل نفسه، وأوجب ذلك عنده، أنه سئل في أوقاف أراد بعض أهل الدولة حلها، فألح عليه فأصر وعزل نفسه.
وقرأت بخط صديقنا تقي الدين المقريزي قال: لما مات صدر الدين ابن التُّرْكُمانِي، عين قاضي القضاة ابنهُ جماعة شرفّ الدين ابن منصور المذكور. فخرج البريد بطلبه. فقدم في ثالث عشر ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة، فطلع في يوم الخميس خامس عشرة، فأجلس على باب خزانة الخاص، فخرج طشتمر الدوادار فوجده، فأخذه صحبته إلى منزله، ثم أمره أن يقيم عنده إلى أن يستدعي به. وعين طَشْتَمر الشيخ جلال الدين التِّبّانِيّ، فطلب فامتنع. وأصر على ذلك. فطلب نجم الدين أحمد بن إسماعيل، فقدم في ثامن عشر المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة، فقرر في القضاء. وكان المنصب شاغراً بعد موت صدر الدين ابن التركماني شهرين ونصف شهر. وكان نجم الدين قاضياً بدمشق، فاستقر عوضه ابن عمه صدر الدين علي بن أبي العز.
وكان لما قدم القاهرة انتصب للإقراء بالمدرسة المنصورية
فقرأ عليه جماعة في الفقه وفي أصول الفقه وكانت وفاته بدمشق يوم الاثنين لعشرين من شعبان سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة. وكان من محاسن الدهر وقضاة العدل.
أحمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض، تقي الدين ابن عز الدين المقدسي الحنبلي، كان ربيب الشيخ شمس الدين ابن العماد، حنبلي من المائة الثامنة. ولد سنة.. وسمع من جماعة من مشايخ القطب