ووقع في كتاب المدارك للقاضي عياض، أنه مات في سنة خمس ومائتين. وكأنه أرخه ببلوغ الخبر إلى المغرب. فإن ابن يونس أتقنُ في هذا الباب من غيره. وقد أرخه أبو عمر الكندي في سنة أربع. وروى النسائي في السنن، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن إسحاق بن الفرات.
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن موسى الكِنَاني البَلبْيِسي، نزيل القاهرة القاضي مجد الدين أبو محمد الحنفي، من المائة التاسعة.
ولد سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وتفقه ومهر. وطلب الحديث بنفسه. فسمع من أحمد بن كَشْتُغْدي وأولاد الفيومي الثلاثة: إبراهيم ومحمد وفاطمة، أولاد محمد بن محمد، ومحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الأيوبي وأبي الفتح الميدومي وخرج له عنهم صاحبنا الحافظ صلاح الدين خليل بن محمد الأفقهسي مشيخة في ثمانية أجزاء، سمعتها عليه. ورافق الشيخُ مجد الدين الشيخَ جمال الدين الزيلعي في الطلب، فسمع معه الكثير. وكان متثبتاً لا يحدث إلا من أصله. وأخذ فن الحديث عن الشيخ مُغَلْطاي. وعن القاضي علاء الدين
بن التُّرْكماني. وتفقه بفخر الدين الزَّيْلَعِي وغيره. ومهر في الشروط، وصنَّف في الفرائض والحساب، ووقَّع على الأحكام. ثم ناب في الحكم.
وكان أديباً فاضلاً ديناً عفيفاً، حسن المفاكهة جيد المحاضرة. وصنَّف شرح التلقين لأبي البقاء في النحو، وفي الشروط.
وكان صديقنا القاضي تاج الدين ابن الظريف مع مهارته في الفرائض والحساب، يثني على تصنيف شيخنا مجد الدين. واختصر الأنساب للرَّشَاطي، وأضاف إليها زيادات الأنساب لابن الأثير. اختصره من كتاب أبي سعد ابن السمعاني.