كنت تقر بأن له ذات حقيقية لا يماثله شئ فيها، فسمعه وبصره وكلامه ونزوله واستواؤه ثابت كذلك لا يماثله شئ في ذلك، وهو متصف بصفات الكمال التى لا يشابهه فيها سمع المخلوق وبصره وكلامه ونزوله واستوائه وسائر أوصافه.
٢- الأصل الثانى: القول فى الصفات كالقول فى بعض فلا يجوز أن نثبت بعض الصفات وننازع فى باقى الصفات أو نردها بالتعطيل والتأويل بغير دليل لأن منهج السلف واحد فى كل الصفات، إما أن تثبت الجميع وتكون مؤمنا أو ترد الجميع وتكون جاجدا معطلا، أما إثبات البعض ورد البعض تحت أى حجة فهذا عمل اليهود كما سبق وهو أشد بطلانا لأنه استخفاف بكلام اللَّه ونوع من العبث بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
محذورات القاعدة الرابعة
... يحترز بالقاعدة الرابعة فى صفات اللَّه من بدع المعتزلة والأشعرية:
١- المعتزلة: ابتدعوا معنى جديدا للتوحيد غير ما عرف بين الصحابة والتابعين وعلماء السلف فقالوا: التوحيد إثبات الأسماء ونفى الصفات، فجعلوا القرآن عضين يقبلون منه ما يوافق آراءهم الفاسدة ويعطلون ما يخالفها، ومعنى قولهم بإثبات الأسماء ونفى الصفات أنهم أثبتوا وجود ذات اللَّه فقط بلا أى صفة لها، وجعلوا أسماء اللَّه الدالة عليها أسماء فارغة من الأوصاف بلا مسمى فقالوا: هو العليم لكن لا يتصف بصفة العلم، كقولك فلان اسمه سعيد، لكنك لو بحثت عن صفة السعادة فيه فربما يكون سعيدا أو شقيا، فإن كانت الأولى قلنا: سعيد إسم على مسمى وذاته