للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا قرأت ترجمة أحد المشهورين في ذلك العصر فوجدت أنه قد بايع على طريقة صوفية ولبس الخرقة على يد الشيخ فلان، فهذا أمر عام في ذلك الزمان.

٤ - انتشار العقيدة الأشعرية في ذلك العصر، حتى اشتهر أنها عقيدة أهل السنة والجماعة، أما عقيدة السلف فهي عندهم عقيدة المجسمة، ولا يجوز تعليمها ولا تعلمها، ومن علمها أو تعلمها أدب وعوقب.

٥ - المبالغة في إحياء الإحتفالات البدعية باسم الدين كالمولد ورأس السنة الهجرية، وعاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج، ونحوها من الأعياد البدعية.

٦ - الحرص على التمذهب لأحد المذاهب الأربعة، ولذلك تعدد القضاة، فلكل مذهب قاض ولكل مذهب مفتي مع حرص السلاطين على رفع أتباع المذهب الشافعي لأنه مذهبهم (١).

قال الشيخ محمد حامد الفقي : (ومن يقرأ مؤلفات السخاوي يرى فيها صورة العصر الذي عاش فيه، فيعرف أنه كان عصر تقليد عميق، وجمود عتيق على الموروث عن الآباء والمشايخ …

ولذلك فلم يكن من المستغرب أن تروج عندهم وثنيات الموالد والأعياد التي أوحاها شياطين الإنس لعبادة الموتى من دون الله باسم الإِسلام، ولا من العجب أن تعظم وتقدس في نفوسهم القباب والمقاصير والمشاهد ومشيدوها، فيثنى عليهم أطيب الثناء، فكان من ثمرات ذلك ولابد أن تموت عقيدة التوحيد الإِسلامية من - أكثر - القلوب فتموت القلوب بموتها وأن تشيع الخرافات وتتحكم البدع المحدثات ولا حول ولا قوة إلا بالله) (٢).


(١) "المجتمع المصري في عهد سلاطين المماليك": (ص ١٧٦)، "الخطط" للمقريزي: (٣/ ٣٠٦)، "الأيوبيون والمماليك في مصر والشام": (ص ٣٥٣ - ٣٥٤).
(٢) "التحفة اللطيفة": (١/ ١٢ - ١٣) باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>