للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أن في إخفاء وقتها رحمة للعباد حتى يستعدوا لها ويتأهبوا بالعمل الصالح والتوبة النصوح، كما أن إخفاء وقت الموت وهو الساعة الصغرى أصلح للعباد حتى يستعدوا له بالعمل الصالح.

ومنها أن في ذلك امتحان لإيمان الناس بخبر الله وخبر رسوله ، وينبني على ذلك الأجر العظيم لمن آمن باليوم الآخر وإيمانه به مؤثر على عمله في الدنيا.

هذا بعض ما ذكره العلماء وهو ولا شك ليس كل الحكم، وإنما بعضها والله أعلم (١).

* المبحث الخامس: الرد على من زعم أن النبي يعلم وقت قيام الساعة:

لقد دلت النصوص الكثيرة على اختصاص الله ﷿ بعلم الساعة، وقد تبرأ النبي من ادعاء علمها كما قال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ (٢).

قال ابن كثير : (يقول تعالى مخبرًا رسوله أنه لا علم له بالساعة، وإن سأله الناس عن ذلك، وأرشده إلى أن يرد علمها إلى الله ﷿ كما قال له في سورة الأعراف: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ فاستمر الحال في رد علمها إلى الذي يقيمها) (٣).

وقال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٧) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ


(١) انظر: "لوامع الأنوار البهية": (٢/ ٦٦).
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٦٣.
(٣) "تفسير ابن كثير": (٤/ ٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>