وُلد السخاوي في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، في حارة بهاء الدين علو الدرب المجاور لمدرسة الشيخ البلقيني محل أبيه وجده.
ثم تحول حين دخل في الرابعة مع أبويه لبيت اشتراه أبوه مجاور لسكن شيخه الحافظ ابن حجر.
وقد نشأ السخاوي ﵀ نشأة صالحة، وكان اهتمام أبيه به كبيرًا، فقد حرص على تحفيظه القرآن وهو في سن مبكرة، وكان يختار له المدرسين وينقله من شيخ إلى شيخ يطلب له - والله أعلم - أفضلهم، فبسبب حرص والده عليه بعد توفيق الله حصل له هذا العلم الوفير.
وقد لازم شيخه ابن حجر ملازمة تامة ولم ينفك عن ملازمته ولا عدل عنه بملازمة غيره من علماء الفنون خوفًا على فقده، ولا ارتحل إلى الأماكن النائية بل ولا حج إلا بعد وفاته، وأول مرة حج فيها سنة ٨٧٠ هـ مع عياله وأكبر إخوته ووالديه، ثم رجع إلى القاهرة.
وحج مرة أخرى في سنة خمس وثمانين وثمانمائة وجاور سنة ست ثم سنة سبع وأقام منها ثلاثة أشهر بالمدينة.
ثم حج الثالثة في سنة ٨٩٢ هـ وجاور سنة ثلاث ثم سنة أربع.
ثم حج الرابعة في سنة ست وتسعين وثمانمائة وجاور إلى سنة ثمان، فتوجه إلى المدينة النبوية، فأقام بها أشهًرا وصام رمضان بها ثم عاد في شوالها إلى مكة وأقام بها مدة ثم رجع إلى المدينة فأقام بها حتى توفي ﵀(١).